أبوديس هي البّوابة الشّرقيّة للمدينة المقدسة، فعلى مرمى النظر غرب البلدة يطلّ المسجد الأقصى المبارك، وهي تتواصل مع بلدة العيزرية شمالاً والسواحرة جنوباً، أما من ناحية الشرق فقد كانت أراضيها يوماً من الأيام بمساحة ثلاثة ثلاثين ألف دونم تمتد لتصل حدود البحر الميت، كما أنها فقدت الغالبية العظمى من تلك المساحة بعد أن قام الكيان الصهيوني بمصادرتها تباعاً وفقاً لأوامر عسكريةٍ جائرةٍ ليقيم عليها عدداً من المستوطنات غير الشرعية ومختلف المشاريع والمنشآت والصناعات العسكرية والمدنية الإسرائيلية. ومن أهم تلك المستوطنات مستوطنة معاليه أدوميم وقيدار،اللتان أقيمتا بشكلٍ يحرم أهل أبوديس من التوسع العمراني شرقاً أو استغلال ما كانوا يوماً يمتلكونه. وبذلك فقد تقلصت مساحة البلدة إلى 4500 دونم حتى العام 2004، ثم ما لبثت إسرائيل أن شرعت بإقامة جدار الفصل العنصري مروراً بأراضي البلدة فصادرت مزيداً من أراضي البلدة ، حيث بلغ مجموع الأراضي التي سُلبت لإقامة الجدار حوالي 800 دونم.
بلغ عدد سكان أبوديس 14000 نسمة، ويسكن بها ما يقارب 8 آلاف شخص من حملة الهوية المقدسية و ما يقارب 2000 عائلة وافدة ويفد إليها يوميّاً ما يقرب من 11,000 طالبٍ وطالبة لتلقّي العلم في جامعة القدس التي باتت كبرى مؤسسات التعليم الفلسطينية، أضف إلى ذلك المئات من المواطنين الذين يأتون لمراجعة مختلف الدوائر الرسمية والوزارات ومحافظة القدس التي اتخذت من أبوديس مركزاً لعملها وأنشطتها لخدمة كافة مواطني محافظة القدس الشريف. ولا يغيب عن البال عشرات الآلاف من المواطنين الذين يعبرون من أبوديس متجهين شمالاً أو جنوباً من جسد الوطن الممزّق.
وبالأصالة والحداثة أخذ المجلس زمام المبادرة لتحضير وتخطيط العديد من المشاريع الحيويّة (من بنيةٍ تحتيةٍ وخدمات وغيرها) بالرغم من الصّعاب والمحن كي تبقى أبوديس شريان الحياة النابض ونقطة العبور وجسر المحبّة بين شمال البلاد وجنوبها كما شاءت لها الأقدار أن تكون.